عيد العمال أو يوم العمال العالمي الذي يكون في الأول من مايو من كل عام، هو عيدٌ وعطلةٌ رسميةٌ في أغلب دول العالم، وهو عيدٌ علمانيٌ اشتراكيٌ لاسلطويٌ شيوعيٌّ نقابيٌّ، وتحتفل به في كل الدول تقريباً، حيث يعتبر ذكرى لبدء احتجاجات العمال للتقليل من عدد ساعات العمل اليوميّة إلى ثماني ساعاتٍ، حيث كانت بداية الفكرة من أستراليا في عام 1856م، ثمّ انتشرت القضية في كل دول العالم، وأهمّها أمريكا التي حدثت فيها قضية هايماركت، وهنا سنتكلّم عن هذه القضية وعن هذا اليوم وخلفيته التاريخية، وسببه.
الخلفية التاريخيّةهناك الكثير من الأحداث التي بسببها نحتفل بما يسمّى بعيد العمال، بدأت مطالبات العمال في ولاية شيكاغو الأمريكية، ومن ثم انتقلت إلى عدة ولايات ومدنٍ، وهنا نعرض هذه الأحداث حسب ترتيبها الزمني.
تعتبر ولاية شيكاغو الأمريكيّة مكاناً للحدث الرئيسي لعيد العمال، بعد حدوث المشاكل بين العمال ورؤسائهم للتقليل من ساعات العمل اليوميّة إلى ثماني ساعاتٍ فقط، وتوسع نطاق هذه المشاكل لتنتقل إلى هاميلتون ومن ثمّ إلى تورنتو، ولهذا السبب صدر قانون الاتحاد التجاريّ الذي قام بحماية النشاط الذي يقوم به اتحاد العمال في 1872م.
في عام 1882م، وفي احتفالات عيد العمال في تورنتو كان الزعيم الأمريكيّ للعمّال بيتر ماكغواير أحد الحاضرين ومشاهدي الاحتفالات، فاسلتهم من احتفالات تورنتو وعاد إلى بلده نيويورك لينظّم احتفالاً شبيهاً حيث كان ذلك في الخامس من سبتمبر في 1882م.
في عام 1884م في برلمان سترايك أو إضراب بولمان الذي عم المدينة بسبب مطالبة العمال بعيدٍ مثل الذي في تورنتو، تم قتل الكثير من العمال على يد جيش أمريكا ومارشالات الولايات المتحدة خلال الإضراب؛ ولهذا قام رئيس أمريكا جروفر كليفلاند بتسوية المصالح مع حزب العمل، للتقليل من الصراعات التي يمكن أن تحدث بسبب الاحتجاجات، وبعد التسوية بين الطرفين بستة أيامٍ تم تشريع عيد العمال أو يوم العمال بإجماع الكونغرس الأمريكي وتم جعله عطلةً رسميةً في البلاد، ولكن الرئيس الأمريكي كان قلقاً بسبب مزامنة تاريخ عيد العمال مع احتفالات يوم مايو الدولي، وذلك خوفاً من تأثير المشاعر السلبية على الناس؛ لأنّ عيد العمال مرتبطٌ بقضية هايماركت في عام 1886م.
قضية هايماركتتعتبر هذه القضية من القضايا المهمة، وبدأت بالإضراب الذي عم كلٍ من الولايات المتحدة الأمريكية، وشيكاغو، وإلينوي، وكان الإضراب يضم عدداً كبيراً من العمال وأصحاب المهن والتجار وكان الهدف من الإضراب تقليل ساعات العمل اليومية إلى ثماني ساعاتٍ، حيث إنّ الشرطة قتلت أربعة مضربين في شركة الحصاد الزراعي ماكورميك، وبسبب هذا القتل تم تجمع عددٍ كبيرٍ من الناس في اليوم الذي تلا قتل العمال في ساحة هايماركت، التي كانت مركزاً للتجمع والاحتجاج، الذي ظل بشكلٍ سلميٍ إلى أن قامت الشرطة بفض الاحتجاج باستخدام العنف، مما أثار غضب مجهولٍ وجعله يلقي بقنبلةٍ لوسط الاحتجاج، مما سبب مقتل ما يزيد عن اثني عشر شخصاً من المتواجدين في الساحة، منهم سبعة رجال شرطة، وبعد الحادثة تمت محاكمة ثمانية رجالٍ بسبب معتقداتهم السياسية وليس لتورّطهم بالعملية، وتم إعدام سبعة منهم، وكان هذا حدثاً مثيراً لغضب الناس وظل ذكرى لهم، أنّ هذا اليوم ارتبط بشهداء هايماركت والاحتجاجات التي كانت في الأول من شهر مايو، ثم أصبح هذا التاريخ احتفال بالإنجازات الاقتصادية والاجتماعية لحركة العمال.
المقالات المتعلقة ببحث حول عيد العمال